خلال زيارتي الأخيرة إلى برلين، وبعد اجتماعات العمل، استكشفت المعالم التاريخية للمدينة، بما في ذلك آخر مخبأ لهتلر والنصب التذكاري لقتلى اليهود في أوروبا. ترمز هذه المواقع إلى التزام ألمانيا بتذكر ماضيها دون إنكار، وتعزيز الحساب الجماعي والمسؤولية الأخلاقية.

يُظهر نهج برلين كيف تعمل النصب التذكارية كأدوات للتعليم والتفكير الثقافي والشفاء الوطني من خلال تذكير المواطنين بأهوال العنصرية والديكتاتورية والتطرف. يتناقض هذا الاعتراف الشفاف بشكل صارخ مع العديد من المجتمعات العربية، التي عانت سنوات من الصراع والعنف، بما في ذلك التصعيد الأخير الذي يؤثر على الفلسطينيين.

مع انتهاء الحروب، يجب على المجتمعات العربية أن تواجه أسئلة صعبة حول من ستتذكره أجيالها القادمة - كأبطال أو كمصادر للدمار. نحن بحاجة إلى ذاكرة جماعية جديدة مبنية على الحقيقة واحترام الضحايا من خلال المتاحف والمناهج والأفلام والحوار العام لتعزيز السلام ومنع تكرار الأخطاء.

يقدم مثال ألمانيا الأمل في أن تتمكن المجتمعات من مواجهة تاريخها بصدق وخلق روايات موحدة تحمي الأجيال القادمة. إنها دعوة لإعادة التفكير في كيفية إحياء الدول العربية لماضيها من أجل مستقبل أفضل وأكثر سلامًا.

حول المؤلف:
راجي عامر كاتب وأكاديمي ومستشار إعلامي للجامعات المصرية. يستضيف برامج الإذاعة المصرية وله منشورات واسعة في وسائل الإعلام المصرية.

المصدر: ديلي نيوز إيجيبت